القرآن الكريم فيه حديثٌ واسع عن الهوية الإيمانية والتعريف بها، كم في الآيات القرآنية من توصيف وتوضيح لمواصفات المؤمنين؟ نكتفي هنا بآية واحدة، آية واحدة، يقول الله -جلَّ شأنه- في كتابه المبارك: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، أمة واحدة متآخية، متعاونة، متظافرة، متكاتفة الجهود، متعاونة، متناصرة، كتلة واحدة، موقف واحد، توجه واحد، للنهوض بمسؤولية واحدة، {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[التوبة: من الآية71]، آية تقدِّم عناوين عامة ومتكاملة، تشمل كل الجوانب المهمة الإيمانية، تقدِّم لنا الواقع الإيماني للأمة المؤمنة واقعاً مترابطاً، وليس مفككاً، ولا متبايناً، بل ينعمون فيه بأخوة الإيمان، وتجمعهم القضية الواحدة، والهم الواحد، والمسؤولية الواحدة، {يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ}،
اقراء المزيد